مجلة التقنية و التصميم الفني
المهندس عبد الدائم كحيل
مدير مؤسسة الصدى للتصميم الفني
في هذه الورقة المختصر و عبر صفحات موقع التقنية نحاول أن نطرح في هذه الندوة التي دعينا إليهم من الأخوة القائمين على مجلة التقنية مشكورين الأسس التي اتبعناها في تصميم العدد السادس من اجل إبراز عدد مختلف كليا، حيث أن الجميع يعلم أن تصميم مجلة في قالب علمي يختلف كل الاختلاف عن تصميم مجلة ذات توجه فني أو مجلة ذات توجه أدبي، و الاختلاف يكمن انه على المصمم أن يراعى الطابع العام للمجلة و الطابع الخاص للمقال، و عليه أن يوفق بين هذا و هذا من اجل خلق طابع مشترك بينهم ، يميز مجلة التقنية بصفة عامة و يعطيها صفتها الخاصة و يشعر القارئ، بترابط عام بين الصفحات و في ذات الوقت خصوصية المقال،و هذا ما حاولنا خلقه في العدد السادس بالأخص، نستعرض سويا في هذه الورقة البحثية الصغير أهم ما ارتكزنا عليه و ما استندنا إليه، من معايير عامة حاولنا تطبيقها قدر الإمكان، من خلال تسخير اللون و النص و الصورة لخلق هذه الرؤية، و لم يكن الأمر سهلا على الإطلاق، حيث اكتنفه العديد من الصعوبات الفنية و أن كان هذا شيء طبيعي جدا ،و ربما لا أخفيكم أن هذا ما يعطي للعمل بهجته و بالأخص التصميم منه لأنه عليك تصميم ما قدره أكثر من 130 صفحة و إدراج أكثر من 200 صورة سواء أن كانت الصورة مدرجة ضمن المقال أو علينا نحن وضعها لكي تتناسب مع طبيعة المقال و بالتالي علينا توفير أرشيف من الصور. و إجمالا سوف أتناول ما يلي في هذه السطور:
مقاييس مربعات النص
الغلاف
النسق العام للمجلة
البرامج المستخدمة في التصميم
التعامل مع الصور
تصميم المجلة بصفة عامة لا يكون وفق للاجتهاد الشخصي أو التجربة و أن كنت لا أحب أن أهمل هذه الناحية و ارغب أن أعطيها حقها في إبراز الناحية لأنها تعطي المصمم نفحته في التصميم، لكن ضمن إطار قياسي ومتفق عليه مسبقا، يكون مثابة مرجع عام لتقييم العمل، و هو ما يعرف بمواصفات المجلة، و قد تم وضع مواصفات عامة لمجلة التقنية وهي نفس المواصفات التي تطبق في اغلب المجلات العالمية ، و هذه بعض المعايير العامة في هذا الصدد.
مقاييس مربعات النص
كما يعلم الجميع أن المجلات بالجملة هي عبارة عن ترابط مجموعة من مربعات النص ضمن ما يعرف بالقصة و هي المقال الواحد و ترابط المقالات معا مما كون المجلة، إذا البنية الأساسية للمجلة هي مربع النص، و من هذا المنطلق يجب الاهتمام بشكل جيد بمربع النص من اجل:
توفير راحة نفسية للقراء أثناء القراء
ربط القارئ بشكل تتابعي غير ممل بالمقال.
و هذه ابرز المعايير المعمول بها: الصفحة و الواحدة تحتوي على 1 إلى 4 مربعات نص و في مجلة التقنية لم نستخدم 4 بل اقتصرت على ثلاثة فقط لأننا اعتمدنا على خط حجمه 16 و في القليل يتم تغييره بما لا يزيد عن 2 لكي لا يلاحظ القارئ مقدار التغيير، و قد يتساءل شخص ما سبب الحاج إلى تغيير مقدار حجم الخط ، الإجابة تكون من اجل تلافي الفراغات التي تخلق ما يشبه تشوه في الصفحة ، و في الحقيقة أن الإحكام في التصميم يكمن في الاستفادة إلى أقصى درجة من الفراغ بل التفي الفراغ بالجملة أن أمكن. و لهذا ظهرت الحاجة إلى تغيير في مقدار حجم الخط بشكل بسيط جزئيا.

قضية أخرى طبيعة مادة مجلة التقنية هي أبحاث بشكل كبير و عندما تضع بحث فانك لا تضمن كيف تكون نهايته فقط لا يغطي أخر صفحة بالكامل، فقد تترك لك فراغ يصل إلى نصف صفحة، فيكون السؤال هنا هل نترك هذا الفراغ أم نبدأ منه بمقال أو بحث جديد، كنا نفضل أن نترك الفراغ على أن نبدأه بمقال أو بحث جديد ، لان هذا سوف يحدث تداخل كبير، و من المهم جدا وضع عنوان المقال الجديد بارزا و واضحا جدا لا يمكن في ربع صفحة أو نصفها.
معيار آخر في مربعات النص هو مقدار التباعد بينها و قد اعتمدنا مقدار شائع جدا و هو 0.3 و اقصد به الفراغ بين مربع نص و آخر أي الهامش الداخلي كما يطلق عليه ، من اجل فصل مربعات النص عن بعضها البعض.
أما الخطوط في المقال فهي ثابتة تقريبا في الحجم و هي كالآتي:
1. حجم خط النص 16
2. مقدار التغيير في حجم النص 2 بالنقصان و ليس بالزيادة
3. حجم خط العنوان الرئيسي 30 إلى 50
4. حجم خط العنوان الفرعي 18 إلى 22
إذا يمكن القول أن مربع النص يتم تصميمه وفق للشروط الآتية:
1. التقيد بضوابط النص .
2. التقيد بضوابط العنوان .
3. التقيد بحجم الفراغ .
4 إبراز العنوان بلون واضح.

صورة توضح الفراغ

ثانيا الغلاف
كما لا يخفى على أحد من الحضور الكريم أن الغلاف هو واجهة المجلة و العناية إلى أقصى حد به يمثل عنصر أساسي و هام جدا في مجلة التقنية لان ما يشاهده القارئ الكريم في البداية هو الغلاف، و هذا يعني أن فرصة التفاعل الأولى تتوقف على هذه الرؤية و حسن التصميم و الاستغلال الأمثل لهذا العنصر تعني الاستقطاب الأكبر و هنالك ما يشبه الاتفاق العام في هذا الصدد و هو مكون من العناصر الآتية:
أن يعبر الغلاف قدر الإمكان عن المجلة في عناوينها البارزة .
إدراج صور حسب نمط التصميم سواء من المقالات نفسها أو من أرشيف المصمم ضمن الغلاف بشكل يتناسب مع التصميم.
من أهم العناصر على الإطلاق في الغلاف هو اسم المجلة و موضعه و هذا لا يختلف عنه اثنين انه في أعلى الغلاف بحجم كبير يصل إلى 70 إلى 100 في بعض الأحيان.
يجب خلق نوع من التسلسل العام لكي يشعر المتتبع للمجلة بوحدتها من خلال الغلاف و تصميميه. كما أحب التنويه إلى احتواء العدد السادس على غلافين غلاف البداية و غلاف النهاية

ثالثا النسق العام للمجلة
كما ذكرت سابقا كانت من بين الأمور التي شغلتنا كطرف مصمم للمجلة كيفية خلق نسق عام يشعر القارئ بوحدة المجلة و هذا تم من خلال اتخاذ سلسلة من الاجاراءات و منها:
1. بناء هامش عليه اسم و عدد المجلة و الجهة التي تصدرها.
2. محاولة توحيد التنسيق العام لكل بحث أو تقريبه جزئيا بالذي يليه
3. اعتماد تدرج متقارب للألوان.
4. إظهار طبيعة المقال من خللا لون يقترب إلى ما يعبر عنه المقال قدر الإمكان و إن كان هذا يتعذر في بعض المقالات أو البحوث..
5. إبراز الفقرات التي تشد انتباه القارئ بلون مغاير أو ضمن مربع بلون معين.

البرنامج الذي نستخدمه في التصميم
في الحقيقة نستخدم أكثر من برنامج في هذا الصدد و لأننا نعمل على نظام التشغيل windows فان أفضل برامج التصميم المتوافقة معه هي و التي نستخدمها هي:
CorelDraw في أخر إصدار له
Plug-in المصمم لـ Adobe InDesign والحائز على الجوائز WoodWing SmartStyles في آخر نسخة 4.0.2 لنسخة InDesign CS2 ME.
بالإضافة إلى البرنامج الشهير Adobe photo shop
و هذه البرامج مجتمعة تشكل بيئة تصميم عالية الدقة و متكاملة لأدق الأغراض و أكثرها جمالية.
التعامل مع الصورة
إن كانت الصورة المرفقة مع المقال في بيئة جهاز الحاسب أي أنها ضمن ملف word و كانت دقتها عالية فهذا يساهم على نحو كبير في إظهار المقال بشكل مريح للنفس أثناء القراءة و يساهم في إيصال المعلومة، و من بين الصعوبات التي كانت تواجهنا هي قلة دقة الصور التي تصلنا و هي ضمن المقال و طبعا لا يمكن تجاهلها لان جزء من مادة علمية لكن دقتها غير واضحة لأنها تصلنا ضمن مقال مكتوب و عندما نقوم بعمل مسح ضوئي لها فان الدقة لا تكون جيدة و هذا ما يؤدي إلى إظهار وكان هنالك ضعف في معالجة الصور و قد بذل فيها مجهود كبير جدا لكي تظهر مما هي عليه

بعض الصور التي أجريت لها مسح ضوئي ولم تكن ذات كبيرة الدقة.
و في بعض الأحيان كنا نضطر إلى إعادة تصميم الصورة كاملة أن أمكن هذا و الصور التالية توضح هذا.
خاتما
في ختام هذه الملخص الذي أردت من خلاله أن اطرح بعجالة بعض العناوين العريضة التي اتبعناها في تصميم العدد السادس و أردت أن أجيب على بعض التساؤلات التي قد يطرحها البعض من الحضور الكريم، و ارغب في القول أن تصميم مجلة علمية يحتاج إلى الكثير من الدقة و هو أكثر صعوبة من تصميم مجلة أدبية أو مجلة جامعة مثل مجلة تهتم بشؤون المرأة و الطفل و الأسرة بصفة عامة فهذه فيها هامس كبير جدا لاستخدام البعد الجمالي ، و الألوان الزاهية و هذا على العكس تماما من مجلة علمية التي يجب إن تكون حذرا على نحو كبير في كل هذا، و أيضا مجلات الاطفال ليس من الصعب استخدام ما يثير خيال الطفل من الرسومات أو الألوان البراقة و هذا بالتأكيد لا يجور استخدامه في مجلة موجهة إلى النخبة من المجتمع و أيضا ذات اهتمام علمي أو تقني.
المفضلات